كنيسة القديسة العذراء مريم
المعروفة بإسم قصرية الريحان ــ بمصر القديمة
بنيت كنيسة العذراء “قصر الريحان” فى القرن الخامس الميلادى ضمن مجموعة من الكنائس داخل نطاق حصن بابليون الذى كان مقراً للحامية الرومانية فى هذه المنطقة إلا انها اندثرت فى عصور الاضطهاد المذهبى و تذكر المراجع القديمة والمخطوطات الأثرية الموقوفة على الكنيسة ان المنطقة الموجود بها هذه الكنيسة كانت تسمي (درب التقى) كما كان الزقاق المؤدى لها كان يسمى (زقاق بنى الحصين) نسبة إلى حصن بابليون الذى يضم هذه الكنيسة و بعض الكنائس الاخرى وهى من اقدم الكنائس الأثرية التى ما زالت قائمة وموجودة فى مصر حتى الآن بالرغم ما تعرضت له عبر الزمان من عوامل سواء طبيعية مثل الزلازل أو إنسانية مثل تعمد الهدم أو تغير الهوية إلا أنها وقفت شاهدة على قوة ذراع الرب التى حمت هذه الكنائس على مر العصور.
تسمية الكنيسة بقصرية الريحان
تشتهر هذه الكنيسة بإسم قصرية الريحان ولهذه الشهرة سبب، فمنذ القرن الرابع عندما أعلن الإمبراطور قسطنطين الديانة المسيحية كديانة رسمية للدولة ،إهتم الاقباط ببناء الكنائس واطلاق اسماء القديسة العذراء مريم و الملائكة و الرسل و الشهداء على هذه الكنائس ، و لتميزها بعضها عن بعض وخصوصاً كنائس العذراء مريم فأطلقت عليها بعض الصفات ، مثل المغيثة (بحارة الروم ) والدمشيرية (بمصر القديمة )وحالة الحديد (بحارة زويلة ) اما كنيستنا هذه اسم شهرتها جاء من واقعة تاريخية حيث انه فى ايام البابا خائيل الثالث (880 ــ907 ميلادية ) ، وكان محل اقامته بكنيسة العذراء المعرفة بالمعلقة ،حدث ان احد ارخنة الاقباط في عصر الدولة الطولونية وكان إسمه يوحنا أبو مقارة قد وقع عليه ظلم بين ، فتشفع بالسيدة العذراء ان تنجيه مما هو فيه و كعادتها ام النور فى تلبية كل من يطلبها فلم تخيب رجاؤه فيها و تجلت له بهيئة نورانية ، ووعدته بنهاية مشكلته وطلبت منه اعمار كنيستها التى كانت قد اندثرت واوضحت له مكانها الحالى واوضحت المكان بعلامة ، حيث يجد “اصيص” مزروع به نبات ذكى الرائحة هو نبات الريحان BASIL من هنا جاءت التسمية (قصرية الريحان) ، و فعلا ذهب هذا الأرخن إلى هذا المكان ووجد “اصيص” نبات الريحان ، و نقب عن اطلال الكنيسة و اعاد بناءها بصورة جميلة تليق بكنيسة السيد المسيح و امه السيدة العذراء مريم و تخليدا لتذكار هذه الواقعة زينت نوافذ الكنيسة بمناظر “لاصيص الريحان” ، وكانت مصنوعة من الزجاج المعشق على شكل إصيص به نبات يرمز الى إصيص الريحان (قصرية الريحان ) ، كانت تنفذ منها اشعة الشمس لتتلون بألوان جميلة تضفى على المكان صبغة روحية لتذكر المصليين بقوس قزح الذى صنعة الرب ليكون عهدا بينة وبين البشر بعد الطوفان. وفى قول آخر قاله الدكتور / فتحى عثمان وهو عالم أثرى أن لفظ الريحان أطلق على المنطقة الشمالية من حصن بابليون نسبة لأحد قواد جيش عمرو بن العاص الذى دخل الحصن من بوابته الشمالية ، وهناك رأى آخر أن الإسم كان” قيصرية الريحان ” حيث كان يطلق على أماكن السوق التى تأخذ فيها رسوم بإسم القيصر على البضائع الداخلة والخارجة من السوق ، هذه اللفظة نسبة للقيصر أو الحاكم
أى كان سبب التسمية ألا أنها شاعت وإنتشرت وتميزت بها هذه الكنيسة .
باب لخروج الآب البطريرك
واشار تاريخ البطاركة ان البابا خائيل الثالث كان يقيم فى هذه البيعة أحياناً ويخرج منها لمقابلة الوالى أحمد بن طولون فى مدينة القطائع (حى السيدة زينب عند مسجد احمد بن طولون ) ، عندما فرض هذا الحاكم ضرائب باهظة على الاقباط كان يذهب للتفاوض فى هذا الامر ، وكان ذلك فى عام 895 م وبعد هذا التاريخ جددت الكنيسة اكثر من مرة كان آخرها فى عام 1494 للشهداء الموافق 1778 م (فى حبرية البابا يؤنس 18 وفى ولاية على بك الكبير ومراد بك ، أيام كان فيها المعلم إبراهيم الجوهرى كبير كتاب مصر ) وهذا التاريخ كان مدون على حجاب الهيكل ، والذى كان يعتبر تحفة فنية حيث كان مصنوع من الخشب المعشق والمطعم بسن الفيل والصدف ، وكان تحفة فنية رائعة من الفن القبطى فى هذا العصر وكان محل اعجاب كل من يشاهدة ، وهناك ايضا صندوق من الفضة مطعم بالاحجار الكريمة كانت تضع فية نسخة من الانجيل (البشارة) ويستخدم فى الطقوس الكنسية ومدون علية صنع بتاريخ 1424 للشهداء الموافق 1704 م ومدون علية انه وقف ابديا على بيعة العذراء قصرية الريحان وهذا الصندوق محفوظ فى المتحف القبطى ومن اندر مقتنياته ، كما توجد ضمن مخطوطات الكنيسة كتاب البصخة قبطي وعربي تاريخه 1054 للشهداء الموافق 1338 م.، وكانت هناك أيضا أيقونة رائعة للسيدة العذراء مريم في المقصورة الأولى على يمين الداخل للكنيسة كان مدون عليها تاريخ صنعها في 1092 للشهداء، وهذا يدل على الكنيسة التي كانت كائنة في كل هذه العصور.